الشروط اللازمة لإتّقان الصلاة العقلية
باسم الثالوث الاقدس
أهم الشروط للصلاة العقلية ثلاثة : عادة جمع الحواس ,وتجرّد القلب ,وإخماد الشهوات :
1- عادة جمع الحواس لان العقل الذي اعتاد التشتّت غير قادر من طبعه أن يحسن هذه الصلاة لكونه لم يألف جمع الحواس والتقيّد بموضوع جدّي بل قد اعتاد التنقّل من حاجة الى أخرى بلا إنقطاع .فإذا قام للصلاة عمل كعادته .وعبثاً يخاطبه الله فلا يسمعه .أو إن سمعه يتكلّم فلا ينتبه الى كلامه بل يوجّه أفكاره الى موضوع آخر .
2- يلزم تجرّد القلب لاجل الصلاة العقلية : لان القلب متى تعلّق بموضوع اجتذب العقل اليه واستعبده .فإذا أردنا أن نتأمّل في الله وخلاص نفسنا قامت ملذّات الدنيا وتعلّقات قلبنا الباطلة أو المضرّة تلهي عقلنا وتشغل أفكارنا وتشتّتها فنحيد عن الله ونهجس بالامور الدنيوية .وتصبح تلك الملذّات كغيوم كثيفة تحجب عنّا أنوار الشمس الالهية .وتكون كصوت يُدوي فيتغلّب على صوت الله . وإذا أردنا الارتفاع الى السماويّات إنجذبنا الى الارضيّات فامتنع علينا الطيران .أمّا النفس المتجرّدة فانّها تكون حرّة خفيفة ترتفع بسهولة الى الله تعالى فتناجيه وتتّحد به على الدوام .
3- يجب إخماد لهيب الشهوات لاجل اتّقان الصلاة العقلية : لان القلب ما دام متعلّقاً بشهوة لا يريد تركها والاقلاع عنها يبقى في قلق واضطراب وتشويش لا يستطيع الثبات في الله . فبناء على ذلك من أراد أن يحسن صلاته العقلية وينجح تحتّم عليه أن يخضع شهواته لنفسه ويذلّها ويقمعها يومياً ريثما يلاشيها بالمرّة .فحين ذلك فقط ينال الراحة والطمأنينة والسلام ويتمكّن بذلك من التأمّل ملياً في الامور الجديّة الخلاصية والاتّحاد الدائم بالله